دم لكم نبذة عن السيمياء
بالرغم من كثرة الدراسات الموضوعة حول” السيمياء “ فان الحاجة تظل قائمة الى وجود دراسات علمية جامعة ومركزة في تقديم وضوح كافٍ للسيمياء وخصائصها واتجاهاتها ولعل كتاب” بيارغيرو “ المعروف بـ” السيمياء “ وقد ترجمه” انطوان ابي زيد “ بموجب اتفاق خاص مع المطبوعات الجامعية الفرنسية منشورات عويدات 1984، يمثل خلاصة مركزة للسيمياء وقوعدة علمية مناسبة للقارئ العادي فضلا عن القارئ المتخصص.
ويعرف” بيارغيرو “ السيمياء بـ (العلم الذي يهتم بدراسة انظمة العلامات: اللغات، انظمة الاشارات التعليمات.. الخ وهذا التحديد يجعل اللغة جزءا من السيمياء) ص5 من متن الكتاب.
وبالطبع يعود الفضل في تأسيس فهم جديد للسيمياء الى العالم اللغوي المعروف دي سوسور الذي عرف السيمياء في دروسه عن علم اللغة العام قائلا (انها العلم الذي يدرس حياة العلامات من داخل الحياة الاجتماعية) وهناك شبه اجماع على ان هذا المعنى العام للسيمياء الذي تحدث عنه سوسور يكون قد جعل من السيمياء جزءا من علم النفس العام وبالتالي فان الألسنية نفسها ستكون جزءا من السيمياء وليس العكس.
الا ان اضافة اخرى لا تقل اهمية عن كشف سوسور تعود الى المفكر الاميركي ش.س. بيرس وقد طرح ما لديه عن السيمياء في الفترة الزمنية ذاتها لدروس سوسور ويطلق على السيمياء تسمية (السيموتيك) semiotiawc ويعرفها بالاسلوب التالي (ان المنطق في معناه العام، هو مذهب علامات شبه ضروري وصوري كما حاولت ان اظهره وفي اعطائي للمذهب صفة الضروري والصوري كنت ارى وجوب ملاحظة خصائص هذه العلامات ما امكننا ـ وانطلاقا من ملاحظاتنا الجيدة التي نستشفها عبر معطى لا ارفض ان اسميه التجريد ـ سننتهي الى احكام ضرورية ونسبية ازاء ما يجب ان تكون عليه خصائص العلامات التي يستعين بها الذكاء العلمي).
ومن خلال شروعات كل من سوسور وبيرس تكون السيمياء قد تمكنت من وضع بدايات ضرورية لمسيرتها منذ بداية القرن العشرين وصار ممكنا الحديث عن نظرتين للعلامات العامة من خلال المنظور الاوروبي لمدرسة العلامات والمنظور الانكلو سكسوني المتمثل بطروحات بيرس وتطويرها عبر المناطقة.
الا ان التعميق الاكثر للسيمياء كان بحاجة الى ظهوره من خلال رولان بارت (1964) والذي حاول ان يضع ممارسة تجريبية للعلامات داخل الخطاب الادبي موسعا من ناحية جمالية القدرة اللغوية الحاملة للعلامات واهتمامه الشيق بفن الانتاج العلامي من خلال النصوص والكتابات الادبية بالوقت الذي تكون فيه النظرية العامة للسيمياء على اتفاق بضرورة وجود علم للعلامات فان هناك بعض الاختلافات حول (الميدان) الاساسي الذي ينبغي ان تكون فيه الممارسة السيميائية صحيحة فهناك رأي يقول ان السيمياء تعتمد على حقول الاتصالات التي لا يفترض ان تكون بالضرورة السنية الا ان هناك رأيا صادرا عن (سوسور) يوسع حقل الاهتمام بالعلامات داخل الطقوس والاحتفالات الانسانية كونها حاملة للعلامات ومؤدية لها بشكل انساني، حي، وخلاق.
بينما يجدد” بارت “ بان الفنون والاداب وحقول الكتابة هي الحقول الممتازة التي تسري من خلالها العلامات وتتوافق او تختلف.. وهذه الاراء المختلفة تغني فاعلية حقل” السيمياء “ وتضيف اليه.
الا ان الوظيفة الاساسية للسيمياء يعبر عنها رومان جاكبسون عبر مخططه المعروف الذي يحوي العناصر التالية للحقل السيميائي: نظام الاشارات، المرسل، الوسيط ـ الرسالة ـ الوسيط المتلقي ـ المرجع.
وهذه العناصر تكاد ان تكون القاعدة الاساسية لكل سيميائية محتملة بالوقت الذي تتعدد اوجه الاهتمام والتركيز على عنصر دون آخر، بالطبع قطعت السيمياء اشواطا كثيرة وحاولت ان تجد تعليلا سيميائية لمظاهر كثيرة كـ(الموضة) والاسطورة المعاصرة، والهالة، والصورة والتمثيل، والتبني الاعلامي والاشهارية والتداولية وغيرها.. الى درجة عالية من نشاط البحث والاستقصاء السيميائي مما يعد عصرنا مؤهلا لان يكون عصر السيميائية بلا منازع.. مع كثرة” التجريد “ فيها والتبرير وكذلك الطروحات العرضية او الاعتراضية التي يصار عادة الى جمعها والاصغاء لها فان السيميائية ستبقى واحدة من الحقول المعرفية المهمة التي تساعدنا على قراءة العالم عبر ذلك التوسط الدلالي اوالذي يبدو انه لا ينضب سواء الآن او في المستقبل
------------------------------------------------
- الشيخ الروحاني علي محمود الزيدي للعلاج وفك السحر وجلب وتهيج الحبيب لعلاج المس ومس العاشق محبه بين الزوجين لرد وارجاع المطلقات تسريع النصيب وزواج العوانس وكافة العلاجات عن بعد 009647717986710 كتب: