الإتصالات السعيدة و النحيسة
و حسب تأثيرها فالإتصالات تكون: سعيدة أو نحيسة أو محايدة
فالإتصالات السعيدة : إيجابية و سعيدة و تيسر أمور الحياة و هي التثليث و التسديس
أما الإتصالات النحيسة : فهي سلبية و رديئة و تسبب التعقيدات و العقبات في حياتك , فالتربيع غالبا ما يسبب صدمة أو فراقا و عمليات عنف خصوصا إذا كان النظر من المشتري أو زحل أو أورانوس أو نبتون أو بلوطون أي الكواكب النحيسة . أما المقابلة فتسبب صعوبات و نزاعات و كفاحا قد يتوج بالنصر و الفوز خصوصا إذا كان الكوكب يتلقى اتصالات أخرى سعيدة
و الإتصال المحايد : هو القران و سمي محايدا لأنه يكون سعيدا أو نحيسا تبعا لسعادة أو منحسة الكوكب المقترن به .
و من حيث قوتها فالقران أقوى الإتصالات و أظهرها تأثيرا
و التثليث أقوى من التسديس في السعادة .
و بالنسبة للإتصالات النحيسة فاختلف في أمرها فعند فريق يعتبر التربيع أقوى , و عند فريق آخر تعتبر المقابلة أقوى من التربيع و هو مذهب القدماء و عليه نسير كذلك .
قواعدها
عند القدماء الكوكب الخفيف السير أي السريع هو المتصل بالثقيل أي البطيء , و هذا صحيح لكن من حيث الأحكام ننظر للكوكب الذي نود دراسته و الكواكب المتصلة به سواء كانت سريعة أو بطيئة السير .
و بالمثال السابق نرى القمر في تربيع الزهرة فلكونه خلفها فهي في بداية الإتصال و سيستمر في السير حتى يربعها تربيعا دقيقا و يتجاوزها لينفصل عنها
القاعدة : اجعل الكوكب المراد دراسته طالبا و الكوكب المتصل به مطلوبا و اطرح تساؤلا
القاعدة : الكوكب الطالب يتلقى التأثير , و الكوكب المطلوب هو المؤثر
و القاعدة الثالثة احترافية للغاية و هي المطلب الأخير و الغاية القصوى من النطق بالأحكام
القاعدة : طبيعة التأثير من طبيعة الكوكب المطلوب و البرج الذي يحل به و البيت الذي يحل به
الحالة الأولى : القمر هو الطالب
في مثالنا نود الإستفسار عن مشاعر المولود ( القمر ) فالقمر هو الطالب , و الزهرة ( العواطف)المتصل بها هي المطلوب , و نطرح التساؤل التالي مثلا :
عندما يكون الشخص سريع التأثر كيف يعيش عواطفه ؟
الإتصال تربيع أي نحيس : هذا الشخص تكون مشاعره ( القمر) سريعة الإنجراح بسبب تعرضه لخيبات أمل عاطفية ( الزهرة ) التي تترك في نفسه أثرا عميقا
الحالة الثانية : الزهرة هي الطالب
نود الإستفسار عن عواطف المولود ( الزهرة) فالزهرة هنا هي الطالب , و القمر ( سرعة التأثر ) هو المطلوب , و نطرح التساؤل التالي مثلا :
إلى أي مدى تكون عواطف المولود سريعة التأثر ؟
الإتصال تربيع أي نحيس : هذا الشخص يكون حساسا و رومانسيا ( القمر) أكثر من اللازم في عواطفه ( الزهرة)
إتصالات أخرى
قال سهل بن بشر الإسرائيلي:
النقلة : نقل النور فهو أن ينصرف الكوكب الخفيف عن الكوكب الثقيل و يتصل بآخر
فوازى بينهما
و هو ينقل طبيعة الأول إلى الثاني الذي قد إتصل به
و مثال ذلك :
أن يكون الطالع السنبلة و المسئلة عن التزويج
و القمر في عشر درج من الجوزاء
و عطارد في ثمان درج من الأسد
و المشتري في ثلاث عشرة درجة من الحوت
فكان عطارد و هو صاحب الطالع و دليل السائل لا ينظر إلى المشتري الذي هو صاحب برج التزويج لأنه في البرج الثامن منه
فنظرت إلى القمر فوجدته منصرفا عن عطارد و متصلا بالمشتري
فنقل بينهما النور فدل على الظفر بالأمر على يدي الرسل و المختلفين ( الكوكب ناقل النور يدل على الوسيط و المتدخل بين الناس )
جمع النور : أن يتصل رب الطالع و رب الحاجة بكوكب أثقل منهما فيجمع مدتهما و يأخذ نورهما و طبائعهما
و مثال ذلك :
مسألة عن السلطان و الطالع الميزان
و الزهرة التي هي صاحبة الطالع و الدليل على السائل في عشر درج من الحمل
و القمر الذي هو صاحب وسط السماء و الدليل على السلطان في إثني عشر درجة من الثور
فلم يكونا يتناظران
و كان المشتري في خمس عشرة درجة من السرطان في وتد السماء
و القمر و الزهرة يتصلان به فكان المشتري يجمع نورهما في وتد في موضع الحاجة
فدل على الظفر على يدي حكيم أو رجل يدخل بينهما يتراضيان به ( الكوكب الذي يجمع النور يكون له تأثير أكبر من الكوكب الذي ينقل النور )
المنع على ثلاثة أوجه :
فمنها قطع النور : و هو أن يكون بين رب الطالع و بين رب الحاجة كوكب في أقل من أحدهما درجات
فيكون الإتصال به قبل الإتصال بصاحب الحاجة
( بمعنى أن يتصل كوكب بكوكبين في نفس الوقت , لكن إتصاله بالأقرب إليه من حيث فرق طوليهما أدق من إتصاله بالأبعد منهما , و مثاله أن يتصل كوكب بكوكبين أحدهما من تربيع و الثاني من تثليث , فيكون إتصاله من تربيع أدق من إتصاله من تثليث من حيث الجرم فالمتصل به من تربيع يقطع نور إتصال التثليث ما دام أدق منه )
و مثال ذلك :
أن يكون الطالع السنبلة و السؤال عن تزويج
و عطارد الذي هو صاحب الطالع و الدليل على السائل في عشر درج من السرطان
و المشتري الذي هو رب السابع و دليل المرأة في خمس عشرة درجة من الحوت
و المريخ في ثلاث عشرة درجة من الحمل
فكان المريخ يقطع نور عطارد عن المشتري و كان المريخ في الثامن من الطالع في برج مال المرأة
فدل على أن فساد هذه الحاجة تكون من قبل المهر
و الوجه الثاني ( من المنع ) : أن يكون كوكب خفيف و آخر ثقيل و هما في برج واحد
و الخفيف متصل بالثقيل
فإن إتصل كوكب آخر بالمجامعة بالثقيل و هو دون الخفيف
فالأول قد حال بينه و بين الإتصال
و المثال في ذلك :
أن يكون الطالع السرطان و المسألة عن تزويج
و القمر في ثمان درج من الجوزاء
و المريخ في عشر درج من الجوزاء
و زحل في إثني عشرة درجة من الجوزاء أمام المريخ
فكان المريخ قد حال بين القمر و الإتصال بزحل فدل ذلك على فساد الحاجة
و الوجه الثالث : أن يكون الكوكب مجامعا للكوكب الذي هو أثقل منه متصلا به
و آخر يتصل بالنظر بالثقيل و هو دون المجامع الخفيف
فالكوكب المجامع يمنع الكوكب الذي ينظر من الإتصال
فإذا جاوز صح إتصاله
و هذا الباب يمنع الحوائج و يردها مثل البابين الآخرين
و مثال ذلك :
أن يكون الطالع السرطان و المسألة عن تزويج
و صاحب الطالع القمر و هو دليل على السائل في عشرة من العقرب
و المريخ في خمس عشرة من الثور
و زحل في ثلاث و عشرين درجة من الثور
فكان المريخ أكثر درجا من القمر و هو يقطع النظر بين القمر و زحل
لأن المريخ مجامع لزحل و المجامعة أقوى من النظر
و الإتصال لا يبطل المجامعة و المجامعة تبطل الإتصال
و النظر لا يقطع المجامعة و يدفع الحاجة و المجامعة تقطع النظر
إبطال القران للإتصال و عدم إبطال الإتصال للقران
و قد يكون الكوكب مجامع للكوكب في برج
و كان يدفع تدبيره إلى كوكب آخر أعني يتصل به
ثم يصير بعد ذلك إلى الكوكب الذي جامعه , فإن القضاء يحمل على الكوكب المجامع
و مثال ذلك :
أن يكون القمر في عشر درج من الثور
و المريخ في عشرين درجة من الثور
و القمر متصل بالزهرة
و الزهرة في خمس عشرة درجة من السرطان
فيكون إتصاله بالزهرة قبل مجامعة المريخ
لأنه يجامع القمر و هو أقوى من النظر و الإتصال
و هذا تفسير ما وصف من أن الإتصال لا يبطل المجامعة و المجامعة تبطل الإتصال
القبول : فإن القبول من الكوكب إذا إتصل به كوكب من شرفه أو بيته فله القبول التام بالنية الصادقة
و دون هذا القبول ( مرتبة و قيمة ) أن يتصل بكوكب من مثلثة ذلك الكوكب المتصل به
فما خالف هذا أنكره المنجم و لم يعرفه و لم يقبله و لم يره لشيء أهلا
و مثال ذلك :
أن القمر في الحمل و هو يتصل بالمريخ فهو يقبله لأنه بيته , أو يتصل بالشمس لأنها صاحبة الشرف
أو يكون في الثور و هو يتصل بالزهرة
أو في الجوزاء و هو يتصل بعطارد فهو القبول التام
فأما قبول المثلثة و الحد فهو أن يكون القمر في السنبلة في حد الزهرة و هو يتصل بها , فتكون الزهرة صاحبة مثلثة القمر و صاحبة حده
أو يكون القمر في الجوزاء في حد زحل و هو يتصل بزحل , فيكون زحل صاحب المثلثة و الحد
و إذا كان القمر في مثل ذلك و هو مقبول
و هذا قول ما شاء الله في قبول المثلثة و الحد : و إذا كان القمر متصلا بكوكب
و ذلك الكوكب متصلا بصاحب بيت القمر أو شرفه فالقمر مقبول
و إذا كان القمر خالي السير : ثم عبر إلى البرج الآخر
و إن إتصل بكوكب غير صاحب برجه الأول أو شرفه أفسده
فأما المواضع التي لا يكون فيها قبول و لا معرفة : فإن القمر أو صاحب الطالع إذا إتصل بكوكب ليس لذلك الكوكب في موضع القمر أو صاحب الطالع شهادة لم يعرفه و لم يقبله
و كذلك إذا إتصل القمر أو صاحب الطالع بكوكب من هبوطه , كان كالذي يأتيه من بيت أعدائه لا يقبله و لا يدنيه
و مثال ذلك :
أن يكون القمر في الحمل و هو يتصل بزحل ( الحمل هبوط زحل )
أو في السرطان و هو يتصل بالمريخ ( السرطان هبوط المريخ )
أو في السنبلة و هو يتصل بالمشتري ( السنبلة وبال المشتري , و ربما يقصد أنه يتصل بالزهرة لأن السنبلة فيه هبوط الزهرة)
أو في الميزان و هو يتصل بالشمس ( الميزان هبوط الشمس )
فإن كان الدليل في هبوطه : و هو يتصل بكوكب ليس لذلك الكوكب في موضع الدليل نصيب يعني بيتا أو شرفا , لم يره لشيء أهلا , كالسائل يعطى كسرة و لا يعرف
و إذا إتصل الكوكب بكوكب في هبوطه أو هبوط الكوكب الدافع إليه , أهبطه و أنقص ما يأتيه من ذلك
خلاء السير : فإن ذلك إذا لم يتصل القمر بشيء من الكواكب و لم يجامعه , فإن ذلك يسمى خلاء سير القمر و جرمه مبطلة
الكوكب المطرود : و هو الكوكب الذي لا يتصل بشيء من الكواكب ( و هو المصطلح المستخدم للكواكب بدلا من خلو السير )
الرد : و هو أن يتصل الكوكب أو القمر بكوكب راجع أو تحت الشعاع , فيرد إليه ما قبل منه , و قد فسرته بسيرة و ذلك يدل على أن المسألة ليس لها أولية و لا آخرية
و مثال ذلك :
أن يكون الطالع السرطان
و القمر في القوس في السادس ساقط عن الطالع
يتصل بالمريخ و هو في الجوزاء في الثاني عشر من الطالع ساقط
فيدل ذلك على فساد أول المسألة و آخرها
و وجه آخر من الرد : و هو أن يكون الكوكب الخفيف و هو الدافع في وتد
و يتصل بكوكب ساقط عن الطالع
فيكون لتلك المسألة أول لأن الدافع الذي يدل على أول الأمر في وتد
و لا يكون لها آخر لأن القابل الذي يدل على آخر الأمر ساقط
و الدافع هو الكوكب الخفيف الذي منه الإبتداء
و القابل هو الكوكب الثقيل و هو يسمى قابل التدبير
و الدافع الخفيف يسمى دافع التدبير
دفع القوة : فهو أن يتصل الكوكب بالكوكب من بيت نفسه أو شرفه أو مثلثته
و مثال ذلك
أن يكون القمر في السرطان أو الثور و هو يتصل بالمشتري أو بأحد الكواكب فيدفع إليه القوة
لأنه دفع إليه التدبير من بيته أو شرفه
و كذلك بقية الكواكب إذا دفعت التدبير من بيتها أو من شرفها
دفع التدبير : فهو أن يتصل الكوكب من بيته أو شرفه فيدفع إليه تدبيره و طبيعته
و مثال ذلك :
أن يكون القمر أو بعض الكواكب في الحمل و هو يتصل بالمريخ
أو يكون في الجوزاء و هو يتصل بعطارد يعني في القبول
و القمر إذا كان في الثور أو السرطان دفع القوة و التدبير , و في غير هذين البرجين يدفع التدبير فقط
المحصور : فإن ذلك يكون الكوكب بين نحسين منصرفا من أحدهما متصلا بالآخر, من غير أن يلقي كوكب آخر شعاعه بينهما
و أقوى ذلك و أنحسه أن يكون الإنصراف و الإتصال على سبع درج فما دونها
و مثال ذلك :
أن يكون المريخ في عشر درج من السرطان
و زحل في ثمان عشرة درجة من الحمل
و القمر في ثلاث عشر درجة من الميزان
فالقمر منصرف عن المريخ من التربيع الثاني متصل بزحل من المقابلة فهو عند ذلك محصور ا لإنصرافه عن نور المريخ و إتصاله بنور زحل