الإستقامة و الرجوع و الإقامة

تبدو لنا الكواكب من الأرض على أنها تتحرك في اتجاه مستقيم أي تسير في نفس ترتيب البروج : الحمل ثم الثور ثم الجوزاء ...إلخ , لكن عندما يكون سير الأرض أسرع من سير الكوكب فإن هذا الأخير يبدو كأنه يسير بعكس البروج فنقول أنه راجع . و هذه الحركات خاصة بالكواكب المتحيرة كما سبق ذكرها و هي : عطارد , الزهرة , المريخ , المشتري , زحل , أورانوس , نبتون , بلوطون .بينما النيرين : الشمس و القمر فهما دائما مستقيمين في سيرهما . أما النقط الفلكية فعقدتي القمر راجعتين دائما في سيرهما و القمر الأسود دائم الإستقامة . ( يقوم فريق من المنجمين بإضافة بعض التعديلات لهذه النقط و عدوا لها حركة كالمتحيرة أي تستقيم و تتوقف و ترجع في سيرها ) .

و ما يجب لفت الإنتباه إليه فعلا , هو عدم الخلط بين حركة الرجوع و الإستقامة , و رباط أي استطالة أي بعد الكواكب عن الشمس , و هو خلط يقع فيه حتى خيرة الفلكيين . فالرباط هو زاوية نهاية بعد الكوكب عن الشمس و هو خاص بالكواكب السفلية عطارد و الزهرة , لأنهما لا يبتعدان عن الشمس بأكثر من رباطهما ( عطارد ما بين 21 و 28 درجة , و الزهرة 47 درجة ) بينما نهاية بعد العلوية 180 درجة لأنها تقابل الشمس حينها .

و هذا مثال لرجوع السفليين عطارد و الزهرة و بلوغها حد بعدها عن الشمس , و كذا رجوع العلويين المريخ و زحل و للتذكير العلوية لا تكون راجعة إلا في فترة مقابلتها للشمس


أحوال الكواكب بالنسبة  إلى الشمس Planet10
بينما الرجوع فهي قوس أي زاوية تبلغها الكواكب فتظهر راجعة في سيرها ( بالمتوسط حوالي 18 لعطارد , 32 للزهرة , المريخ 134 , المشتري 115 , زحل 109 , أورانوس 103 , نبتون 101 , بلوطون 99 درجة ) و هذا أمر يصعب إدراكه إلا بكثرة الحساب . و الكواكب السفلية ترجع في سيرها قبل و بعد القران السفلي أي عندما تكون الزهرة أو عطارد بين الأرض و الشمس أي أقرب إلينا , بينما بالنسبة للعلوية فترجع في سيرها قبل و بعد مقابلتها للشمس حيث تكون الأرض بين الكوكب العلوي و الشمس و يكون الكوكب أقرب إلى الأرض . و مدد الرجوع تختلف تبعا لبعد الكوكب عن الشمس و الأرض , بالنسبة لعطارد يرجع ثلاث مرات في السنة لما يزيد عن العشرين يوما , و الزهرة ترجع لما يزيد عن الأربعين يوما مرة كل ثمانية عشر شهرا تقريبا , و المريخ يرجع لمدة شهرين تقريبا لكن مرة كل سنتين , و المشتري يرجع لمدة أربعة أشهر كل سنة, و زحل لمدة أربعة أشهر و نصف كل سنة, و أورانوس لمدة خمسة أشهر , و نبتون لمدة تزيد عن خمسة أشهر و نصف كل سنة, و ستة أشهر كل سنة بالنسبة لبلوطون .

و من قواعد التنجيم المهمة : أن الظواهر القليلة الحدوث هي الأكثر أهمية , لذلك فلرجوع المريخ و الزهرة أهمية أكبر من غيرهما .

و في علم التنجيم تدل حركة الرجوع هذه على بعض البطء و التأخير في تأثير الكوكب العادي أو نقصا في قدرته كحاله عندما يكون منتحسا , فعندما تكون الكواكب راجعة فإن تأثيرها يعكس فتصبح تأثيراتها مكبوتة و مضغوطة و باطنية أكثر , كذلك في رجوعها تكون أقرب إلى الأرض و بالتالي يكون تأثيرها أكثر قوة , و هذا يفسر صعوبة تقبل هذه التأثيرات و تسببها في مشاكل مهمة كالتي تسببها عند انتحاسها في الوبال أو الهبوط ( سيأتي شرحهما) . فعطارد مثلا عندما يكون راجعا يتطلب بذل جهد أكبر للتواصل مع الآخرين أو للتفكير بشكل عادي , كما يجعل الشخص ميالا للمجازفة و النفاق و الكذب و تشتت الأفكار و صعوبات في التفكير . أما رجوع المريخ فيتطلب من المولود أن يكون حذرا في التصرف بطريقة عدوانية أو غريزية و ألا يكون مندفعا في بلوغ أهدافه و أن يفكر بعمق قبل الإقدام على أي عمل .

إذا كان لديك كوكب راجع في هيئة ميلادك : فيجب عليك إعادة النظر في خصائص ذلك الكوكب , و هذا لا يعني أن الرجوع سيء و نحس , على العكس فما أن تفهم الطريقة التي يجب عليك التصرف بها فإنك ستتحكم فيها و تستفيد منها .

و الكواكب الراجعة في تحاويلها : أي انتقالها في البروج , يمكن أن تؤثر و تضر كل واحد منا . فالتأثير الذي نتلقاه من هذه الكواكب يصبح معاكسا و مختلفا عند رجوعها . لكن يصعب أحيانا تحديد تأثيراتها الحقيقية , فمثلا عند رجوع عطارد في تحويله يمكن أن تتعطل سيارتك , أو يصيب هاتفك خلل إلخ .